مذكرات الموسيقي المقدسي واصف جوهرية المنتقاة ضمن قائمة الغارديان لأهم 10 سير ذاتية تؤرخ للقرن العشرين
نشرت صحيفة الغارديان اللندنية المرموقة في نوفمبر 2019 قائمة لما تعتبرهم أهم شهادات العيان والسير المروية في القرن العشرين، معتمدة في تصنيفها على جودة الطرح، أهمية الحقبة التاريخية، التفاصيل المهملة من السرد التاريخي السياسي والجغرافي، واللمسة الشخصية للمذكرات التي تجعل هذه السير المختارة أقرب للروايات منها للسير الذاتية التقليدية.
هنالك سير تأخذ القارئ عبر سرد تاريخي يحاول تفسير الماضي لفهم الحاضر، ويطرح الحقائق والأحداث بتسلسل منطقي ووقتي، وهنالك سير كهذه التي بين يدينا تحملنا معها في رحلة الراوي المبهرة للنجاة أو فقط العيش في ظروف تاريخية وشخصية لم يكن لنا أن نتخيلها دون شهادات العيان لأصحابها
عندما وقعت مذكرات واصف جوهرية بين يدي أسرتني! واصف جوهرية العربي المسيحي في الحقبة العثمانية للقدس, أتقن اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والتركية، تعلم القرآن على أيدي عالم إسلامي مقدسي. لقد كان هاري كيسلر القدس. شاعر وموسيقي منفتح على الجميع، يعيش في عالم تختفي فيه دائماً مساحات هذه الفنون
تعالج يوميات واصف جوهرية حقبة حرجة من تاريخ القدس الحديث في نهاية الحكم العثماني. وتشمل ملاحظات المؤلف عن الحياة اليومية في المدينة وضواحيها من احتفالات دينية وعلمانية وأحداث مثيرة، مثل دخول الكهرباء والسيارة والفونوغراف والسينماتوغراف، واستقبال أهالي البقعة لأول طائرة عثمانية تحط هناك. كذلك توثق المذكرات حياة المؤلف كضابط في الجيش العثماني، وخدمته العسكرية في البحر الميت، وعلاقته بشخصيات بارزة في المدينة، مثل حسين الحسيني. كما تشمل اليوميات نسيج الحياة في حارتي السعدية والمصرارة. ويتضمن الكتاب عشرات الصور التاريخية من المجموعة الجوهرية وملاحق مهمة توثق جوانب متعددة من النظام الاجتماعي والاقتصادي في القدس في هذه الفترة المهمة. وهكذا نرى أن هذه اليوميات ليست عصرية في طابعها فحسب، بل أيضاً تصور مدينة تدخل طور الحداثة
يحوي الكتاب أسطوانة موسيقية مدمجة تضم قطعاً موسيقية، بغناء وعزف واصف جوهرية