الظلم الّذي ميّز التاريخ الإنساني مثل الجرائم ضدّ الإنسانيّة والمجاوز الكبرى الّتي نكّلت بالبشريّة مثل جرائم القرن العشرين والحربين العالميتين، جعلت الفلسفة تطرح بجديّة فداحة تلك الجرائم وإمكان تحقيق العدل ثم إمكانيّة المصالحة بين الجلاّد والضحيّة والكشف عن حقيقة ما حدث في بلدان عانت شعوبها الويلات مثل جنوب إفريقيا والجزائر والأرجنتين. كشف الحقيقة ودفع الحساب سيكون بالضرورة من طرف الجلاّدين لفائدة الضحايا والإعتراف بالمسؤوليّة وتحملها. إنّ الذّنب موضوع مترامي الأطراف ولا يتعلّق فقط بالجرائم السياسيّة أو المجازر والإبادات. بل إنّ له معاني كثيرة فهو يتنزّل في سياقات دينيّة وأسطوريّة مثل الخطيئة والمعصية والسيّئة والخطأ التراجيدي الّذي تكلّمت عليه الأساطير القديمة الّتي تعيدنا إلى متعة الأسطورة وقوّة معانيها، كذلك يمكن القول أنّ للذّنب معنى أخلاقي يمكننا أن نسمّيه بالإثم أو الخطأ، كما أن الذّنب قد يفهم في معنى الجريمة وهو معنى يتنزّل في إطار ما هو قانوني.
