ان الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية اصبحت شاغل دول العالم لصلتها الوثيقة بالتنمية البشرية المستدامة. ودول العالم قاطبة والعربية والعراق على وجه الخصوص عاكفة على اعادة النظر في رؤى واستراتيجيات واهداف مؤسساتها وفي وظائفها الاساسية بقصد بناء وترسيخ القيم المجتمعية وزيادة كفاءة والقدرة في تبني الاتجاهات الحديثة لتعزيزها لانها تشكل هيكل ونظام من القيم والبنى التحتية للسلوكيات البانية لدولة قوية تتجلى بدرجة التزام افرادها بها كحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والمواطنة. وتتطلب المعالجة المعمقة لمفهوم المسؤولية الاجتماعية ضرورة الوعي بجذورها وخلفياتها الفكرية والحضارية. ضمن هذه الشروط مجتمعة ومتفاعلة تبرز اهمية طرح سؤال محوري الا وهو : بأي معنى ينتظر ان يكون للمنظمات المجتمعية في ظل ظروف البلد الراهنة فضاء متكامل لنشر وتعليم مفهوم المسؤولية الاجتماعية وبما تتضمنه هذه الثقافة من تنشئة اجتماعية وتعليمية ومهنية وسياسية متناغمة للجيل الذي يعد بمستوى ما يحمله من معرفة ووعي وقيم واتجاهات المسؤولية الحق دعامة مفصلية للانخراط الفاعل في أية تنمية منشودة ؟