بات من المعروف للجميع أن من أنواع الحروب التي لا تتوقف، الحرب النفسية بكل أساليبها والتي تُعتبر من الوسائل الفتاكة في وقتنا الحاضر بسبب التطور الكبير في وسائل الاتصال والتقنية العالية التي تعمل على الترويج لها، وهي حرب فكرية، وحرب أعصاب وحرب سياسية تهدف إلى التأثير على الخصم. وباتت اليوم حرب الكلمة والصورة هي الموجهة للنفوس والضمائر والعقول ولا يمكن أن تنفك عن الحرب الموجهة للأجساد والممتلكات والمقومات المادية, وأدرك الساسة والعسكريون والإعلاميون وعلماء النفس أن الهزيمة الحقيقية للشعوب والأحزاب والدول ليست الهزيمة العسكرية لوحدها, بل يجب تسجيل انهيارات نفسية ومعنوية لدى الأفراد والجماعات كمؤشر على الهزيمة ورفع للرايات البيضاء، وهذا ما يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي في حروبه وبالأخص حربه المتواصلة ضد قطاع غزة. ومن ضحايا هذه الحرب الشرسة، سكان المناطق الحدودية لقطاع غزة الذين يقاومون بإيمانهم وثباتهم وصلابتهم محاولات العدو لنزوحهم عن أراضيهم ومساكنهم عبر تخويفهم بشتى الوسائل النفسية والدعائية.
