يتحدث الكتاب عن الأحكام المتعلقة بالهندسة والوراثية والتحكم بالجينات ومسألة تحديد جنس الجنين والاستنساخ النباتي والحيواني والإنساني؛ وفق الأحكام الشرعية، حيث يحتل علم الهندسة الوراثية مكاناً مرموقاً في الطب الحديث بل هو تاج العلوم الطبية لما يقدمه من وسائل علاجية نافعة للبشرية، وقد نما في السنوات الأخيرة نمواً كبيراً بسرعة تفوق الخيال، فلا تكاد تبزغ شمس يوم إلا وتطل علينا الأخبار بالمزيد من الاكتشافات في هذا المجال، مما يقف معه الإنسان مدهوشاً مما يسمع ويرى، وبما أن ديننا يحثنا على العلم فإن الاهتمام بمثل هذه العلوم هو من الفروض الكفائية على الأمة، كما أن الإسلام لا يضع حجراً لعرقلة التقدم والبحث العلمي، فهو وسيلة من وسائل اكتشاف سر الله في خلقه وسنته في كونه، بما يقود الإنسان إلى الإقرار بوجود الله ووحدانيته والدينونة له بالعبودية في شتى مناحي الحياة، نفترض هذا إذا كان العلماء القائمون على هذه الاكتشافات ممن يضعون رقابة الله نصب أعينهم ورضاءه غايتهم، إن مسائل الهندسة الوراثية هي من المسائل المستجدة التي لا يوجد فيها نص خاص يوضحها، وكذلك نجد أن العلماء الأفذاذ السابقين لم يتعرضوا لها، ليس تقصيراً منهم، وإنما لعدم تصورهم وقوعها، لذا وجب على الباحث أن يخوض غماراً شاقا ومنالاً صعباً لرد الفروع إلى أصولها الكلية من القواعد الشرعية والمبادئ العامة والمقاصد المعتبرة، وعلى الله التكلان.