يعتمد هذا البحث على تحليل النص الآخر بكل أنواعه ومصادره، وتفسيره داخل بنية القصيدة السعودية لبيان كيفية توظيف الشاعر الحديث ذلك النص في قصيدته. وتختلف الغاية من اللجوء إلى تلك النصوص عند كل من الشعراء المحافظين والمجددين، كما تختلف طريقة توظيفها عند الفريقين أيضا؛ فالغاية عند السابقين من شعـراء القصيدة الموروثة كانت ـ فيما أظن ـ هي عرض ثقافتهم، وبيان مدى ما لدبهم من مخزون معرفي قديم، أو ربط قدرتهم بوصفهم من الشعراء المتأخرين بقدرة الشعراء المتقدمين ليلحقوا بهم، أو حاجاتهم في كثير من الأحيان إلى تضمين أشعارهم مثلا سائـرا أو حكمة بليغة، كما كانت طريقة توظيفهم إياها ـ في الغالب الأعم ـ لا تتجاوز التضمين والتسجيل المباشرين دون ربط ذلك برؤية فنية، أو جعل ذلك من لحمة بناء القصيدة وسداها. أما شاعر القصيدة الحديثة فغايته ليست كذلك؛ فقد كانت ـ في الغالب الأعم أيضا ـ غاية فنية ترتبط برؤيته الشعرية شديدة التفرد والخصوصية، وطريقته في توظيف تلك النصوص لها ما لها كذلك من خصوصية وتفرد في تشكيل تلك الرؤية؛ لتخرج في النهاية كيانا فنيا جديدا غير مطروق. ونتيجة لاتجاه كل شاعر وهدفه من لجوئه إلى استخدام النصوص الأخرى في أشعاره وطريقة توظيفه إياه يتحدد نوع النص الآخر من حيث الانفتاح والانغلاق.