لقد عمدت الباحثة إلى دراسة الندم الموقفي لدى طلبة الجامعة بالذات وفي هذا الوقت . بسبب ما مر به الشباب العراقي من صدمات حياتية عميقة ألقت بكثير من الظلال على شفافية الحياة التي كان يجب أن يعيشها ، إذ أصبح قطاع كبير منهم غير قادر على ان يستوعب ما حدث خلال ما تعرض له وطننا العراق من حروب وعدم استقرار في الأوضاع السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية وغيرها الأمر الذي عمق في نفوس الشباب مشاعر سلبية متباينة الشدة والعمق تجاه الحياة عموماً والعلاقات المتبادلة بينه وبين الآخرين خاصة . من جهة أخرى إن التناقض بين نظام القيم المطروحة وسلوك الناس سواء داخل الأسرة أو المؤسسة التربوية … من شأنه إحداث اضطرابات نفسية للفرد تكون من نتائجها الانعزالية والاغتراب وزيادة أحاسيس الذنب والندم . فالشاب إما أن ينجح في تحقيق ذاته وفي تقوية أواصرها مع الآخرين ، واما أن يتقوقع على ذاته . وفضلاً عما تقدم ، يتسم الشباب الجامعي بمستوى من النضوج الجسمي والعقلي والانفعالي لذلك فأي شعور بالتقصير يمكن أن يخلق عنده حالات انفعالية ضاغطة كمشاعر الندم . ويُعد الشعور بالندم من أقدم الحالات النفسية التي خبرتها النفس البشرية ، ومع انه لم يحظ بالدراسة العلمية المتعمقة كغيره من المجالات الأخرى في علم النفس ، لذا يعد تاريخ البحوث النفسية التي تعرضت بالدراسة العلمية لمفهوم الندم تاريخاً حديثاً نسبياً.