كانت القضية الرئيسة التى دارت حولها أعمال رفاعة الطهطاوى (1801-1873) بصفة عامة هى قضية النهضة ، وكان السؤال الذى حاول الإجابة عنه دوما هو وغيره من رواد النهضة العربية ، ما هو السبيل إلى التقدم ؟ وكيفية تجاوز التخلف السائد ، وربما كان الطهطاوى فى نهاية المطاف أقرب إلى التقليد الإسلامى منه إلى الفكر الفرنسى، ولم يتخل رفاعة عن " القياس" آداة الفقهاء ، فكانت إحدى عينيه ترقب بإعجاب منجزات العقل الغربى ، و الأخرى تقلب بحثا فى التراث الإسلامى عن كيفيه بعثه من جديد ، ولم تأت إشادة الطهطاوى الدائمة بالعصر العباسى أزهى عصور الحضارة الإسلامية من فراغ ، بل كانت تجسيدا لرغبته العارمة فى التواصل مع " الزمن الثقافى " بعد أن رانت عليه قرون طويلة .