يتطرق، هذا الكتاب، إلى التحديات والاكراهات والمخاطر التي تحدق بالبيئة في حوض البحر الأبيض المتوسط عبر عرض تجربة البنك الأوروبي للاستثمار في حوض المتوسط منذ 1958 إلى حدود 2012 (نصف قرن من العمل المتوسطي). ومن أجل تقديم صورة واضحة عن عمل هذه المؤسسة البنكية (المصرفية)، يحاول الكتاب البحث في مدى حماية البنك الأوروبي للاستثمار للبيئة في حوض المتوسط اعتماداً على المحدّدات النّظرية والعملية المُوجّهة لعمله وأنشطته البيئية المتوسطية. لم يُهمل الكتاب أهمية استفادة دول المنطقة المتوسطية من الفرص التي تتيحها اتفاقيات الشّراكة مع الإتحاد الأوروبي لتجاوز الإكراهات التي تحدّ من التّعاون البيئي عبر-المتوسطي. ومن أجل خدمة المصلحة المشتركة للدول المتوسطية، يحاول الباحث تغليب منطق توازن المصالح بدل توازن القوى في حوض المتوسط؛ فالحكمة تقتضي التّفاعل المتوازن مع كل المبادرات التي تُوازن بين مصالح الدول المتوسطية جميعها (شمال وجنوب المتوسط). وتبعاً لذلك، فالمطلوب من البنك الأوروبي للاستثمار دعم ثقافة المشاريع الحيوية والمستدامة والمتوازنة بحوض المتوسط، والتّفاعل الايجابي مع المخاض الذي يعيشه الوطن العربي منذ سنة 2011.