يعد المفكر المصري إمام عبد الفتاح أحد القامات الفكرية في مصر والعالم العربي ، لما أثرى به الحياة الفكرية الثقافية في مجتمعاتنا، خاصة في المجالات الفلسفية المتعددة ، حيث كانت الفلسفة لديه الوسيلة المثلى القادرة على الانطلاق بالفكر العربي إلى آفاق من التقدم والازدهار والتنوير. وقد أتخذ من فلسفة هيجل سبيلا لبلوغ مراميه الفكرية؛ ففلسفة هيجل في الروح والطبيعة وحركة التاريخ أو مسار الفن والدين لا يمكن لحضارة إنسانية أن تتجاهلها أو تستغني عنها . وقد عاش إمام عبد الفتاح إمام خمسين عاما أو تزيد مع فكر هيجل التنويري، فكان لابد أن نقف على خلاصة هذه التجربة التي سوف تفيد بلا شك الباحثين والمثقفين على حد سواء. والدكتور إمام مفكر جريء واجه الطاغية في مؤلفه المسمى بهذا الاسم كاشفًا عن أنه أهم العوامل في ما وصلت إليه مجتمعاتنا من تردي وانحطاط ، فالديمقراطية كانت ولا زالت لديه الحل الأمثل والنموذجي في تأسيس مجتمع متطور،حيث تبقى قيمة الإنسان كإنسان مهدرة في ظل الأنظمة الاستبدادية. كما اهتم المفكر إمام عبدالفتاح بعلاقة المرأة بالفلسفة فأصدر سلسلة مؤلفات بعنوان الفيلسوف والمرأة، تناول فيها المرأة بشكل تقدمي وحداثي، وسبب هذا الاشتغال هو الإيمان الجازم لديه بأهميتها ودورها في صناعة الحضارة الإنسانية على مدى التاريخ. حول أهم هذه الأفكار وغيرها يدور هذا الكتاب.