إن الكتاب الذي بين أيدينا تمَّ تقسيمه إلى خمس دراسات، تشمل الدراسة الأولى حركات التمرّد في مصر في بداية العهد العثماني (1517-1524م) والنتائج المترتبة عليها. والحقيقة فإن الباحثين لم يولوا هذه الحركات الكثير من الاهتمام، بل أوردوها كشذراتٍ في عباراتٍ، وفي أحسن الأحوال في جملٍ غير مكتملة، ممّا يفقد الموضوع أهميته. وتتناول الدراسة محاولة التمرّد التي قام بها الأميران: أينال السيفي وجانم السيفي، وكذلك محاولة والي مصر العثماني أحمد باشا الخائن. والدراسة الثانية تتناول الأمير جان بردي الغزالي المملوكي وعلاقته بالدولة العثمانية، وقد حاولنا في هذه الدراسة نفي وصم الغزالي بالخيانة كما اتهمته الكثير من الدراسات، ودللنا على هذا النفي بإيراد شواهد النفي المتعددة والتي ستبرز من خلال ثنايا الدراسة، حيث اتضح من الدراسة أن جان بردي الغزالي انضم للعثمانيين بعد موقعة الريدانية لا قبلها. أما الدراسة الثالثة فتركّز على علاقة الأمير فخر الدين الثاني المعني بالزعامات المحلية الفلسطينية، وتبيّن إلى أي حدٍّ كان زعماء فلسطين عقبة كداء في وجه مطامح هذا الأمير اللبناني الذي حاول توسيع مناطق نفوذه إلى خارج لبنان، وأوقفوا تقدّمه العسكري في فلسطين.