لو كان الأدب الأندلسيّ بمنأىً عن الأخلاق... لضاعت أعلاقٌ نفيسةٌ من القِيمِ والمُثُلِ والفضائل ... هُنَّ عُدّة قومٍٍ ما انفكوا يتخذونها مطلباً وغايةً...لا سيَّما مع استقواء تيار اللّهو والمُجون في البيئة الأندلسية لعصر الطوائف والمرابطين.... ذلك أنَّ الاتجاه الأخلاقي في الأندلس لم يبرح أفئدة الزهَّاد والنسَّاك والفضلاء يوماً..بل جعلوه غايتهم لرفعِ ألوان الشُّرور المستطيرة الَّتي تلفُّهم ..... وذخيرتهم في شحذِ الهِممِ واستنهاضها..... والارتقاءِ بالنُّفوس والسموّ بها، فضلاً عن أنَّ هذا الاتِّجاه استطاعَ أنْ يُشِيعَ كثيراً من القِيَمِ والمُثُلِ والفَضائلِ.. في الأدب الأندلسيّ؛ إذ جعل الأدباءُ لَهُ نَصيباً وافرًا في إبداعاتِهم.حتَّى كان أَدبُهم مَوْئِلاً لكثيرٍ من هذهِ المَعاني الفَاضِلةِ والنَّبيلة..... وعلى ذلك، تناولَ البحثُ بالدِّراسة والتِّحليل....الاتّجاه الأخلاقيّ وأبعادَهُ الدِّلاليَّة في الأدب الأندلسيّ في عصر الطَّوائف والمُرابطين وذلك بالوقوف على الدَّوافع الَّتي أدَّت إلى ظُهورهِ واستقوائه على نحوٍ واضح في نتاج الأدباء من خلال تمثُّل روح العصر.... وتعمُّق أبعادهِ المُتداخلة المُتّصلة بالدّين والفِكر والاجتماع ... ودراسة الأدب في بُعده الخُلقيّ بالوقوفِ على أنماطِهِ واتّجاهاتهِ وخصائصهِ في التَّعبيرِ والأُسلوبِ والفِكر.