دخلت المملكة السعودية القرن الحادي والعشرين وسط حالة غليان أمني وسياسي، ترافقت مع دعوات غربية وأخرى داخلية ليبرالية وإسلامية، مطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي. وفي وقت كانت السعودية تتعرّض فيه لحملة تفجيرات انتحارية على أيدي حركات إسلامية متشددة، كان السؤال يلح يوماًبعد يوم عن كيفية إدارة المملكة "حوارها" مع الحركات الإسلامية الداخلية، ومدى رغبتها وتجاوبها مع الدعوات الإصلاحية، وهل هي تملك فعلاً مشروعاً أو حتى تصوّراً للإصلاح.
يناقش هذا الكتاب مسبّبات "الأزمة" التي يعيشها مشروع "الإصلاح" في السعودية، ويعرض العوائق والإشكاليات التي تحول دون تحقيقه، ولا يكتفي بالتطرق إلى عدم رغبة الدولة في تحقيق هذا الإصلاح، وإنما يكشف أيضاً التباس الدعوات المطالبة به،وعدم توحّد أطياف المعارضة السعودية حول مشروع متكامل للإصلاح المنشود.