يحتوي هذا الكتاب عرضاً تفصيلياً للحركة السياسية الفلسطينية في ذلك العام التأسيسي، وهو العام الذي أعقب معركة الكرامة والانطلاقة الثانية. ويرصد الكتاب الهيكلية الجديدة لقوات العاصفة آنذاك، وتشكيلات القطاعات العسكرية: قطاع جنوب الأردن بقيادة خليل الوزير (أبو جهاد)، والقطاع الأوسط بقيادة ممدوح صيدم (أبو صبري)، وقطاع الشمال بقيادة وليد أحمد نمر (أبو علي إياد)، وقطاع الجولان بقيادة كمال الشيخ ثم علاء حسني، والقطاع الغربي بقيادة أبو جهاد. ويستفيض الكتاب في الكلام على أبو علي إياد "عمروش فلسطين" (عمروش هو المناضل الجزائري الأبرز في الثورة الجزائرية)، ويعرض لسيرته الشخصية والعسكرية حتى استشهاده في شمال الأردن، وبالتحديد في أحراج عجلون في سنة 1971
المحتوى الأساس لهذا الكتاب هو تفصيل الوقائع العسكرية التي حدثت في سنة 1969 كالعدوان على السلط والعمليات المشهورة مثل مطار قلنديا والحمة وحائط البراق والحزام الأخضر وحراب الفتح والعرقوب؛ تلك العمليات التي حولت المقاومة الفلسطينية من مجموعات عسكرية مقاتلة إلى حركة تحرر وطني. وعلاوة على ذلك، وفي سياقٍ موازٍ، لم يقتصر الكتاب على الجوانب العسكرية والسياسية لتلك المرحلة، بل أفرد فصولاً إضافية للحركة الثقافية الفلسطينية الموازية وشعرائها التعبويين أمثال صلاح الدين الحسيني (أبو الصادق) وسعيد المزين (أبو هشام) وابراهيم صالح (أبو عرب)، ثم انعطف إلى الكلام على الصحافة الفلسطينية في تلك الحقبة، وعلى الأفلام السينمائية الأولى، والفنون التشكيلية أيضاً