مظفر النواب شاعر عربي واسع الشهرة، عرفته عواصم كثيرة شاعراً مشرداً وتهمته تعاطي السياسة، وفي إطار الرؤية الشعرية المتكاملة التي يتأسس عليها شعر مظفر النواب يستطيع الدارس أن يرصد مجموعة من المضامين التي تصر قصائد النواب على طرحها وتعميق أبعادها، وهي مضامين واضحة ومتمايزة من جهة ومتداخلة ومنصهرة في تكوين واحد من جهة أخرى، وذلك بسبب من شمولية الرؤية، فالنواب حين ينتقل من مضمون إلى مضمون أو من غرض إلى غرض آخر لا يحتاج إلى حسن التخلص الذي يحتاجه الكثير من الشعراء، إن نفساً شاعرة عميقة واحدة ينطلق منها هذا الشعر الذي تتمايز ألوان مضامينه عبر مؤشر القصيدة تمايزاً ينم على تعددها وعلى وحدة الرؤيا الشعرية التي انطلقت منها في آن معاً. نرى في قصائد النواب مضمونين عريضين يحتشد فيهما معظم شعره هما (شعر النضال السياسي، شعر المشاعر)، ويندرج في هذين المضمونين العريضين كثيرة، ففي شعره النضالي السياسي يندرج (الانتماء والبعد الطبقي، مواكبة الحدث النضالي، التعرية السياسية، التاريخ العربي والإسلامي، اغتصاب الأرض العربية، حكام ومواقف، والثوريون المزيفون).