لا تقتصر آثار مشكلة التدفق الإعلامي على ما تحدثه بعض المواد الأجنبية الوافدة من تأثير على المتلقي، بل تزداد هذه المشكلة تفاقما بإعمال نفس التأثير على الجمهور عبر بعض الإنتاج الوطني الذي يحمل صفة المحلية اسما، ولكنه في بعض الأحيان أجنبي الجوهر والتوجه نتيجة لامتداد تأثير الاختراق الثقافي من مستوى الجمهور إلى مستوى القائمين بالاتصال. فبدلا من أن تعكس المواد المحلية الثقافة الوطنية، تصبح أداة من أدوات التنميط الثقافي وبالتالي يصعب القول إن ما يقدم إلى الجمهور عبر القنوات الاتصالية الوطنية هو ناتج المجتمع المحلي، وقيمه الثقافية، والاجتماعية. وبذلك يصبح الاتصال الجماهيري كالجسد الغريب ثقافيا. يحاول هذا الكتاب دراسة مدى تأثير المواد الإعلامية الأجنبية على عملية انتاج المضمون الإعلامي العربي في التلفزيون المصري والسوري ومدى تأثر القائمين على هذا الإنتاج من حيث المضمون والشكل بالمواد الإعلامية الأجنبية. وتقديم حلول مناسبة لمواجهة هذا التدفق والاختراق الثقافي الإعلامي.