الخطاب الروائي ومضمرات النص تطبيق على رواية (سيدي وحدانه) وهي من أنضج روايات رجاء عالم، وبهذا يمكننا التعرف على ملامح هذين البعدين عند الكاتبة في جل أعمالها، وفي الخطاب الروائي اختارت الكاتبة إحدى الشخصيات الرئيسة لتقوم بدور الراوي، كما أقامت علاقة حوارية بين هذه الشخصية، وشخصية رئيسة أخرى، والرواية كلها لوحات سردية، يسرد في كل لوحة حدث، أو مجموعة أحداث بينها رابط واضح أو غامض، كما كانت الرؤية السردية ثنائية تجمع بين الرؤية الخارجية والرؤية الداخلي. أما الزمن الروائي من حيث طبيعته فنوعان: نفسي، وطبعي، وجاء الطبعي في نوعين أيضا: تاريخي، وكوني؛ غير أن النفسي كان مسيطرا على غالبية أحداث الرواية، وكان للزمن دور مهم لا يقل عن دور البطل فيها. والرواية طرحت علينا بصورة غير مباشرة جملة من المواقف منها الموقف من بعض الظواهر الاجتماعية بأبعادها السلبية والإيجابية، والموقف الديني الذي يتشكل كثيرا بالرؤى الصوفية، والموقف الفكري الذي ينحو منحى فلسفيا في كثير من الأحيان، ومن مضمرات النص في هذه الرواية ما عبرت عنه الكاتبة بالرمز ويدخل في الوقت ذاته في إطار المواقف الفكرية. وتقاسم تقديم العجائبي عدة وسائط منها الحلم، وأفعال بعض الشخصيات، والتحولات العجائبية التي أسهمت في إعادة إنتاج صور أخرى لتلك الكائنات المتحولة أو مواقف جديدة للمواقف العجائبية، ولا يتم ذلك إلا بوساطة التأويل.
