ستبدو المسألة المركزية المطروحة في هذا الكتاب في أعين عدد غير قليل من القراء مسألة غير شرعية، بل ومستفِزة. وسوف يرفضها علمانيون كثر من بين أولئك الذين يصرّون على تعريف أنفسهم كيهود رفضاً باتاً. وسيعتبرني آخرون خائنا نتنا يكره نفسه. أما المصابون برهاب اليهود على نحو مثابر فقد اعتبروها توجساً غير محتمل بل ووقح، لأن اليهودي في عرفهم هو دائماً من عِرق آخر مختلف. سيدّعون في كلتا المجموعتين بأن اليهودي هو يهودي وبأن لا طريق ولا وسيلة إجمالا للتهرب من هوية فُطر الإنسان عليها وبها. وتعتبر اليهودية في كلتا الحالتين، جوهراً ثابتاً ومتماسكاً لا سبيل إلى تغييره قطّ