في الذكرى الحادية عشرة لرحيل المناضل والقائد الفلسطيني العربي الدكتور جورج حبش (1 آب/أغسطس 1925 – 26 كانون الثاني/ يناير 2008)، صدرت عن مركز دراسات الوحدة العربية، مذكرات الدكتور حبش في كتاب بعنوان صفحات من مسيرتي النضالية، يغطي فيه حبش أبرز محطات تجربته النضالية على مدى نحو نصف قرن
من الصعب أن تُختصر سيرة القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي بكتاب في هذا الحجم. لكن أن يكون الكتاب مذكرات واحدٍ من كبار قادة الثورة الفلسطينية وحركة التحرر العربية فلهذا معنى آخر؛ فكيف إذا كان الكتاب يحمل بين دفتيه مذكرات حكيم الثورة الفلسطينية وأحد كبار قادتها جورج حبش، الذي جاهد في القضية الفلسطينية والصراع العربي – الصهيوني وحركة التحرر العربية على مدى أكثر من نصف قرن، وكان من أوائل المبادرين إلى تأسيس حركة القوميين العرب وإطلاق الثورة الفلسطينية والكفاح المسلح عقب نكبة عام 1948، فعاش هذه الثورة وصنع جزءاً من تاريخها يوماً بيوم، متنقلاً في مسيرته النضالية هذه بين العمل متخفياً حيناً، والعمل من خلف قضبان السجون العربية أحياناً، والعمل العلني، لكن المحكوم بإجراءات أمنية غير عادية، في معظم الأحيان
لا يقدّم الحكيم في هذه المذكرات، التي تمثل النص الأخير له في سلسلة كتاباته، السياسية والفكرية، سرداً وصفياً لمسيرته النضالية وللأحداث التي عايشها خلالها، بل يقدم قراءة للأحداث والوقائع من زاوية محددة وفق رؤية فكرية وسياسية ووفق منطلقات مبدئية حكمت سلوكه ومواقفه، التي أسست لمدرسة في العمل الثوري ما زالت الأجيال العربية الحالية والمقبلة بحاجة إلى الاستنارة بها، ولو بحس نقدي، للتعلّم من أخطاء الماضي، وللتحصن في وجه ثقافة الهزيمة والتبعية والتطبيع التي تطغى على المشهد السياسي العربي، ولمواجهة التحديات والمخاطر والتراجعات المحدقة بالوطن العربي اليوم، في الوقت الذي لا يزال المشروع الصهيوني جاثماً على أرض فلسطين
حرر الكتاب وقدم له الدكتور سيف دعنا، ووضعت مقدمته وخاتمته وفصله الأخير السيدة هيلدا حبش