هذا الكتاب اللطيف الحجم الذي أقُدّم له اليوم وأشعر بأهميته وأنا أخطًّ هذه الكلمات، لا لأنه كتابٌ يتحدّث عن "المهاتما غاندي" الذي شغل الناس فترة لا بأس بها من حياتهم، وخطَّ لنهجه في التاريخ مكاناً شريفاً، أقول ليست أهميته من هذا الجانب فقط، بل لأن الكتاب يمثّل تجربة قريبة من حالنا اليوم، فنحن اليوم نعيش حالة الذلّ والكسل الذي خيَّم على شعب كالهنود، وقد سامهم البريطانيون الويلات وأنزلوهم منازل من القهر والظلم لا يعلمها إلا الله
لذلك وجدتُ في تجربة "غاندي" في جنوب أفريقيا، وقد بدأ محامياً وانتهى مناضلاً سياسياً سلمياً عن حقوق المظلومين في جنوب أفريقيا، مثالاً من الأمثلة التي يمكن أن تُحتذى في إبداعها للمبادئ وأدواتها، ثم تعميم المبادئ، ثم السعي في تحقيقها