تحتل الجزيرة العربية بمساحاتها الشاسعة الصحراوية، وسكانها الفريدين حملة الحضارات الكبرى، ملايين الكيلومترات المربعة، حيث يجد الإنسان نفسه وجهاً لوجه أمام الطبيعة القاسية التي لا مثيل لها. وهذا الخزان الكبير للقبائل البدوية، الذي مزقته الطرقات وخطوط أنابيب البترول، يتحول عن المصير الذي أعده له ماضيه، إذ إن البلاد قد أصابها عدوى حضارية ستقضي في ظرف سنوات على طرق الحياة العريقة، وأهم ما يلفت الأنظار في عصرنا الحاضر، هذا الزوال المتزايد للحياة البدوية التي انبثقت بصورة غريبة من أعمال العصور السحيقة وعايشتها ثم انهارت أمام الرونق والبهاء الذين يرافقان الحضارة الصناعية والتكنولوجيا الحديثة