هذا الكتاب في العلاقة بين المُستعمِر والمُستعمَر، في كيفية إشعال الثورات، وكيفية الحفاظ عليها من تلاعبات الاستعمار والنخب المحلية الخاضعة له
ورغم أن “فرانز فانون” كتبه لثورات التحرُّر الأفريقي والآسيوي من الاستعمار القديم، إلا أن ما جرى، على الحقيقة، بعد مرور أكثر من نصف قرن على هذه الثورات أن الأوضاع الاستعمارية لم تتغير كثيرًا. بل استبدل الاستعمار العسكري المباشكر ذي الكلفة المادية والبشرية الضخمة، باستعمار محلي، أقل كلفة، وخاضع تمامًا لقوى الاستعمار السابقة، وترتبط مصالحه الثقافية والسياسية والاقتصادية بها داخل إطارٍ من ديباجات النعرات القومية والقبلية القُطرية الضيقة المصنوعة -أساسًا- بواسطة جهاز المعرفة الاستشراقية. ولهذا جميعًا من المهم إتاحة هذا النصِّ للقراءة والتأويل مرة أخرى في ظرف تاريخي ربما يكون أصعب وأكثر تعقيدًا من الظرف الذي كُتب فيه، وله