بعد ثلاث دقائق من جلوسنا، سمعنا إطلاق نار بكثافة ماء على زيت يغلي، وبسرعة مذهلة. حددنا المصادر ورحنا نجري ونجري باتجاه الصوت. كان الصوت آتياً من منطقة المطافي التي يؤدي شارعها إلى السوق، وحين وصلنا أول الشارع، حيث تقع محطة البنزين ومدخل سوق المخيم، خرج أحد الملثمين اللذين رأيناهما يجري بسرعة مذهلة، وبدل أن يدور إلى اليمين ليلقي بنفسه في أحضاننا لنهربه داخل المخيم، جاءته رصاصة من خلفه جعلته يسقط على الأرض ويتلوى من الألم، ولكنه كان حياً ما زال، وبالطبع لم نعرفه ساعتها لأن اللثام كان ما يزال على وجهه، وسقط على الجهة اليسرى من الشارع أي عكس اتجاهنا تماماً، وحين بدأنا بالجري باتجاهه وإذ باثنين من أفراد الواحدة الخاصة يتبعانه، واحد بمسدسين في يديه، والآخر وراءه بمدفع 500، وهو رشاش مخصص للدبابات وليس للأفراد، وركع الرجل الذي يحمل المسدسين جوار الملثم، وصار يطلق عليه النار أمام أعيننا، فأعطوني عقولكم في تلك اللحظة